TIGed

Switch headers Switch to TIGweb.org

Are you an TIG Member?
Click here to switch to TIGweb.org

HomeHomeExpress YourselfPanoramaمحراب الجسد ..
Panorama
a TakingITGlobal online publication
Search



(Advanced Search)

Panorama Home
Issue Archive
Current Issue
Next Issue
Featured Writer
TIG Magazine
Writings
Opinion
Interview
Short Story
Poetry
Experiences
My Content
Edit
Submit
Guidelines




This work is licensed under a Creative Commons License.
محراب الجسد ..
Printable Version PRINTABLE VERSION
by heba alagha, United Arab Emirates May 18, 2009
Culture   Short Stories

  

إنه الصمتُ المطبقُ يا سيدي، ذلك الذي يجعلنا نختنق شوقاً، ونعلي في أنفسنا رغبةَ اللقاء، فلا شيء يمكن أن يسدَ ذلك الفراغ المقابل، إلا ما تجود به عليّ من كلماتك وموسيقاك العذبة، تلك التي تعني لي، حياتي بأكملها، ومدائن النور في ظلمة أيامنا.

سألتُه ذات مرة : لماذا تصاب الملائكة بوجعٍ في القلب ؟
قال لي : لأن الشياطين دامية ..
همهمتُ بسخط : ليتنا كلمّا نكبر ... قلمّا نشعر .. !!
نظر إليّ وقال : وما فائدة القلب إذن، وما فائدة الصبر والتصبر !!؟.

صدّقته يومها، وأيقنت أن كلامه صواباً، ولم أناقشه في حديثه ، فلابد من التسليم لحديث الزوج بصوابه وعلته .. فقد كانت هذه وصية أمي.

كان يعرف أنني بانتظاره هذا المساء، فقد اتفقنا أن نحتفل بعيد زواجنا الثالث، نغرد مثل عصفورين نزقين في مروج خضراء ، ونجدد العهد من الله سوياً، ألا يكون للشيطان مكانٌ بيننا ..
ومرت الساعات
العاشرة
الحادية عشرة

الواحدة بعد منتصف الليل
الثالثة فجراً

كان هاتفه مغلقاً، ولم يستفزني ويزيد من قلقي إلا صوت تلك السكرتيرة الآلية وهي تردد جملتها المسجلة : " جوال مرحباً، الهاتف الذي تحاول الاتصال به مغلق حالياً، يرجى المحاولة فيما بعد "

أين يا ترى حطت أقدامك ، ورسى قلبك هذه الليلة يا رامي ...
كانت دقات قلبي تنبض بخفقان عجيب ، ممزوجة بذلك الخوف الذي يصاحب الفراق، فيعطينا إشارة الإنذار الأولى، بأن أحداً ما سوف يرحل، أو شيئاً ما في طريقه للذهاب ..


إنهم هم .. أجل ..
كانوا يجاوروننا ، ونسمع في أغلب ليالينا أصوات أقدامهم المتحركة تحت نوافذنا فترعب أسماعنا، وتوقظ فينا شعوراً جارفاً بالسخط والغضب، ولا نفعل شيء سوى أن نُمني أنفسنا بليلة قادمة ربما تكون أهدأ صوتاً، وأعطر ياسميناً ..

كانوا يسرقون خبزنا، وماءنا، وذات مرة رأيتهم يأخذون من " حمزة " ابن الجيران لعبته الكبيرة، وأعطوه مقابلها كيساً من السم.
رامي لم يرق له هؤلاء الغرباء، ومضى يبحث عن طريقة يخرجهم بها من هنا، وكنتُ كلما أسأله ماذا ستفعل، يقول لي: لاتشغلي بالكِ ريما، ستكون الأمور على ما يرام ..

وطال انتظاري له هذه الليلة ..
واقتربت دقات الساعة من الرابعة فجراً ...

ولما ارتفع آذان الفجر، وصدحت التسابيح تملأ السماوات، وتناثرت كالندى على أرجاء الكون، كان " رامي" يكمل نشوة تسابيحه على أشلاء الغرباء.





 1     


Tags

You must be logged in to add tags.

Writer Profile
heba alagha


هبة الأغا، تعشق الأدب، والأطفال، والصور، تحب الحياة، وتنتزع منها لحظات الفرح .. خريجة لغة عربية، تمارس الكتابة والصحافة والحزن الآتي من الوطن ..

أتمنى معانقة طيبة لحروفي دائماً .
Comments


ahmad | May 31st, 2009
شكرا لك ولمشاركتك الجميلة



Adham Tobail | Jun 22nd, 2009
مشاركة جميلة هبة وكلمات رائعة ومعبرة وانتمي التوفيق ادهم غزة



الي الامام
Adham Tobail | Jun 22nd, 2009
الي الامام هبة ادهم فلسطين



heba alagha | Jun 22nd, 2009
تسلم أخ أدهم كل الشكر والتحية



Wiaam Youssef | Jun 28th, 2009
يعطيكي العافية يا هبة .. كلمات معبرة بإحساس عميق ..وأهم شي الواقعية بالوصف و التتابع.. أسلوب رائع :)

You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.