by Neda
Published on: Jun 20, 2006
Topic:
Type: Poetry

المطر ينهمر منذ الصباح الباكر..
لاصطدام القطرات بذرات التراب موسيقى..أسمعها فقط حين ينهمر المطر
كما تفوح روائح التراب..تحمل معها ذكريات مدفونة في أعماق الأرض
ذكريات عن فتيات و شباب...أطفال و شيّاب..كانوا يوماً هنا..و ذهبوا
لم يبقى منهم سوى روائح ذكرياتهم..حتى الذكريات هربت

***

قبل بناء تلك المدرسة...و قبل انتقال ذاك الجار إلى حيّنا...و قبل زواج رباب...و قبل ولادة رغد..و قبل وفاة أبى بسام
صور تتكون في السماء..في غيوم المطر...تهدي ألحاناً للقطرات فتعزفها القطرات حين تصل إلى الأرض

***

كانت تحب المطر دوماً..تحب سماع صوت انهماره و هي في سريرها..دافئة مسترخية
تراقب أمها أثناء عملها في نسج الصوف... و(الكلكول) الصوفي لها هي
تقف قرب النافذة أحياناً لترقب القطرات..تتسائل. .إنها قطرات..لم تشبه الخطوط؟

***

تتسلل خفية إلى الخارج..بلا معطف أو مظلة..ترقص تحت المطر..تتذوقه بلسانها...ثم تعود لتلقى التعنيف من والدتها...و يصيبها المرض بعد ذلك

***

وقفت اليوم تحت المطر... ...بدون علم أمي بالطبع ...
كان مطراً عادياً جداً
لا أصوات لأطفال فرحين بسقوط المطر
لا تعنيف من أم لطفلها..لأنه جلس في الداخل
لا ضحك و لا ابتسامة

***

فقط مجرد مطر....

« return.