by Milia Eidmouni
Published on: May 27, 2011
Topic:
Type: Experiences


ميليا عيدموني

يبدو أن الحراك الشبابي السوري على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك " ومع دخول حركة الاحتجاجات في سورية الشهر الثالث، سبق الحراك السياسي على أرض الواقع بخطوات كثيرة.

فبعد أن فقد الشباب السوري الأمل بالحصول على تغطية إخبارية "موضوعية" ودقيقة لما يجري في سورية استغنوا عن متابعة وسائل الإعلام المحلية والعربية، وأنشأوا شبكاتهم الخاصة وتكفلوا بنقل الأحداث أولاً بأول، معتمدين على أنفسهم ومشاهدتهم ومتابعتهم اليومية للمجريات على الأرض.

ومع تناقل وسائل الإعلام خبر "تشكيل" لجنة للحوار الوطني في "المحافظات السورية"من دون وجود المزيد من التفاصيل عن طرفي الحوار وآليته والمواضيع المطروحة للنقاش، مجدداً يثبت الشباب السوري "الواعي" انه أسرع من الحراك السياسي، فالعديد من الصفحات على الفيس بوك دعت للحوار مع بداية الأزمة في سورية مشيرة إلى ان الطريق الوحيد للخلاص من الوضع الراهن يكون عبر محاورة كافة اطياف المجتمع السوري بعيداً عن سياسة التخوين والإقصاء.
ومن هذه الصفحات "يوم الحوار السوري" التي ظهرت مؤخراً وأيضاُ قبل الإعلان "الرسمي" عن بدء الحوار الوطني وعرف القائمون عليها عن أنفسهم أنهم "مجموعة من الشباب السوري أطباء وصحفيين، راعنا صوت الاعتدال الخافت في هذه المرحلة، وكيف تدار الظهور لكل من ينادي بالحوار .نرفض الحل الأمني و نترحم على شهداء سوريا ونعتبر ان دم السوري حرام مغلظ، ونطالب بالدعوة الى مؤتمر حوار وطني شامل يجمع اليمين باليسار على قاعدة سماح النظام بالمظاهرات السلمية وحمايتها مقابل كف المتظاهرين عن المطالبة بإسقاط هذا النظام".
خط الصفحة واضح حتى الآن باستضافة اسماً من الأسماء المعروفة على الساحة السورية من المعارضين والمؤيدين على حد سواء وغن غاب طرف السلطة في الحوار حتى الآن. ويتم النقاش عن الوضع السوري الحالي عبر طرح مجموعة أسئلة من قبل المشاركين في الصفحة ويقوم الضيف بالإجابة عنها وإبداء وجهة نظره من الأحداث الأخيرة.

ويؤكد المشرفون على الصفحة أنهم "مستقلون" لا تربطهم علاقة بأي تيار او حزب سياسي ولا انتماء لهم لأي خط في المعارضة أو الموالاة ، والتوجيهات الوحيدة المسموح بها هي من الوطن وما يمليه عليهم من واجبات في هذه المرحلة العصيبة.

وحددت الصفحة الأسس التي يجب أن تبنى عليها أي طاولة للحوار ستعقد قريباً وهي:

1-مادة الحوار: لا بد أن تكون معلومة واضحة الملامح ويحمل الحوار عنوان إلى روح كل من قتل بيد الغدر أيا كانت تلك اليد الآثمة نهدي حوارنا الوطني الشامل ،بهدف اعادة انتاج الواقع السياسي في سوريا بما يخدم العدالة والمساواة والامن والديمقراطية.
2-صفات المتحاورين:لا بد أن يدرك اطراف الحوار قبل الذهاب الى طاولة الحوار ان المطلوب هو الوصول الى صيغة توافقية تحمي البلد من مستقبل غير واضح المعالم.
3- اطراف الحوار: لكي ينجح الحوار ويضع حدا نهائيا لأي صراع سياسي مستقبلي ويطفئ النار تحت الرماد لا بد ان يجمع كل اطياف الشعب السوري دون استثناء.

ومجدداً يثبت الشباب السوري أنه "واعي" ومدرك لخطورة الأزمة الحالية، من دون أن تقوم وسائل الإعلام المحلية بتذكيرنا أكثر من مرة "بوعيه وقدرته على محاكمة الأمور بعقلانية واختيار طريقه الصحيح "، فحين تسائل بعض المشاركين عن أهمية "حوار افتراضي" و نسبة مستخدمي الانترنت في سورية ضئيلة، كان الرد "لا تقولوا ما الفائدة من الحوار..ثقوا تماما اننا نفعل ما علينا ..نحن بيضة ملقحة لحوار سيولد قريبا إذا صح التعبير ..قد تكون الولادة قيصرية أو قد يكون المخاض عسيراً جداً لكن سوريا ستتحاور".

فهل سنشهد قريبا ولادة حوار وطني شامل يلبي ويعبر عن أطياف وطموحات المجتمع السوري واقعياً، وتغطيه وسائل الإعلام المحلية والعالمية، أم سيبقى الحوار في الفضاء الافتراضي؟.


« return.