by Reda Ibrahem Abdelgalil
Published on: Oct 20, 2010
Topic:
Type: Opinions

الأغذية الوظيفية
Functional Foods

لم تتفق المؤسسات العلمية على تعريف محدد لـ"الغذاء الوظيفي"، ولايوجد تعريف لها من قبل هيـئة الغذاء والدواء الأمريكية حتى الان، لكون هذه الأطعمة تـقع بين الغذاء والـدواء، حيـث عرفت الحكومة الأمريكية فى 1938م الغذاء على أنه " الوجـبة التي تؤكل، أو تشرب، أو تمضغ"، وعرفت الدواء على أنـه" المـادة التي تستـعمل للتشخيـص، أو الوقايـة، أو العـلاج، أو الشفاء، أو التخفيف من الأعراض" وفى 1994م عرفت المكملات الغذائية على إنها المنتج (ماعدا التبغ) الذي يعمل على تكملة الغذاء المتناول حيث يتكون أو يحتوي على واحد أو أكثر مما يلى: فيتامين، معدن، عشب أو أي مركب نباتي، حمض أميني، أو أي مـادة غذائيـة يستعمـلها الإنسان لتكملة الوجبة الغذائية بهدف زيادة المتناول اليومي أو زيادة تركيز مكون محدد أو مزيج من هذه المكونات ويتم تناول هذه المكملات الغذائية في صورة حبوب، أو أقراص، أو كبسولات، أو في شكل سائل ولاتعتبر في حد ذاتها طعاماً تقليدياً أو حمية غذائية أو وجبة غذائية
وقد عرف المجلس العالمي الغذائي للمعلومات "الغذاء الوظيفي" بأنه "المكونات الغذائية التي تؤدي إلى تحسين وظيفة فسيولوجية وصحية بالإضافة الى قيمتها الغذائية" مثل الاغذية التي تحتوي على فيتامينات أو ألياف غذائية أو مانعات الأكسدة، وبصورة أخرى الأغذية الوظيفية هي الأغذية أو أحد مكوناتها التي تقوم بوظيفة وقائية أو علاجية علاوة على وظيفتها الغذائية
من المعروف أن استعمال الغذاء في الوقاية أو العلاج من الأمراض كان معروفًا منذ عدة قرون حيث كان ذلك مبنيًا على الاعتقادات، أو العادات، أو العرف وبدون قاعدة أو أساس علمي ولكن خلال العقود الأخيرة وخصوصاً العقد الماضي تأكد دور وفعالية بعض المركبات الكيميائية الموجودة في الأغذية في الوقاية والعلاج من بعض الأمراض، ومع ذلك فهناك بعض المركبات الكيميائية الموجودة في الأغذية تفتقر أو تنعدم فعاليتها العلاجيـة والإفراط في تناولها بصورة مزمنة قد يؤثر سلباً على صحة الفرد لذلك مازلنا نحتاج لمزيد من الأبحاث لمعرفة التأثير طويل المفعول على مدى سلامة هذه المركبات على جسم الإنسان

أسباب انتشار الأغذية الوظيفية
• زيـادة الوعي الغذائي والصحي واهتمام المستهلك بصحتة
• ارتـفاع متـوسـط العمر المأمول مما زاد نسبة المسنـين في المجتمع
• ارتـفاع تكاليـف العلاج التقـليدي وإتجـاه المـستهلك الى العلاج بالطب البـديـل
• إصـدار المواصفـات والمقاييس الخاصة بالأطعمة الوظيفية وسهولة تداولها وزيادة انتشارها
• ظهور الأبحاث العلمية التي تـدعم دور الاغذية الوظيفية في مكافحة أو الحد من ظهور بعض الامراض
• التقدم في مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية وزيادة الانتاج وتنوع المنتجات
• الاعتقاد بأن هذه الأغذية أكثر أماناً وأفضل طعماً من الأطعمة التقليدية

تصنيف الأطعمة الوظيفية
هناك عدة طرق لتصنيف الاغذية الوظيفية طبقا للمصدر الغذائي، أو آلية التأثير، أو طبيعة التركيب الكيميائي، أو التأثير الوظيفي على جسم الإنسان، وتقسم طبقا لمصادرها الغذائية كما يلى:

أولاً: المصادر النباتية
يطلق عليها Phytochemicals وهى المواد الكيميائية المتوفرة في النبات، وتشمل ما يلى:
1- الكاروتينيدات Carotenoids
يوجد أكثر من 600 مركب من الكاروتينيدات وهى عبارة عن صبغات طبيعية توجد في العديد من الفواكه والخضروات، مثل الجز، والطماطم، والسبانخ، والبرتقال، والخوخ، ومن الجدير بالذكر ان زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالكاروتينيدات له علاقة وثيقة بانخفاض خطورة حدوث العديد من الأمراض، كما تعمل كطلائع لفيتامين A، وكمضادات للأكسدة، ولها تاثيرات وقائية من السرطان
2- الفلافنويدات Flavonoids
توجد الفلافنويدات بوفرة فى البصل، والتفاح، والتوت الأزرق، والعنب، والشاي. وفى بعض أنواع الكاكاو والشوكولاته حيث تم التعرف على أكثر من أربعة آلاف صنف منها تختلـف في تركيبها وفاعليتها، وتعمل هذه المجموعة كمضاد للأكسدة مما يمثل نوعاً من الوقاية لأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، كما تعمل على تقوية جدار الشعيرات الدموية
3- الإستروجينات النباتية Phytoestrogens
توجد في بعض البقوليات، والحبوب، والنقوليات، والفاكهة، وزيادة تناول هذه المواد له دور هام في الوقاية من المشاكل الصحية طويلة الأجل مثل هشـاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية
4- الستيرولات النباتية Phytosterols
توجد هذه المركبات في الزيوت النباتية والنقوليات والبقوليات والحبوب وتعمل هذه المجموعة على تقليل امتصاص الكولسترول من القناة الهضمية، وتقليل نسبة حدوث بعض أنواع السرطان
5- الصابونينات Saponins
مجموعة من المركبات النباتية المتنوعة تتميز بتكون رغوة مع الماء، وتوجد في أكثر من 100 عائلة نباتية وفي عدد من الحيوانات البحرية، مثل البقوليات (فول الصويا و الفاصوليا، واللوبيا، والفول، والعدس)، والشاي والثوم، والبصـل، والطماطم، وتعمل هذه المركبات على تقـليـل امتـصاص الكولسترول في القناة الهضمية، كما تعمل كمضاد للأكسدة
6- مركبات الكبريت العضوية Organosulfur Compounds
توجد في الثوم والبصل وتعمل على تطهيـر الأمعاء وتخفض من نسبة الكولسترول في الـدم، وقـد تقـلل من حدوث بعض أنواع السرطان

ثانياً: المصادر الحيوانية
ويطلق عليها Zoochemicals وهى المواد الكيميائية الموجودة في المصادر الحيوانية، وتشمل على:
1ـ الأحماض الدهنية من النوع أوميجا-3 Fatty Acids Omega-3
يطلق عليها الأحماض الدهنية عديدة اللاتشبع لكونها تحتوي على أكثر من رابطة مزدوجة وعندما تكون الرابطة المزدوجة الأولى بين ذرة الكربون الثالثة والرابعة من مجموعة الميثيل تكون من النوع أوميجا3، وتعتبر زيوت ولحوم الأسماك من المصادر الجيدة لها، كما توجد في بعض الزيوت النباتية
المميزات الصحية - أوميجا-3:
1. ‌ضرورية للتكوين العقلي السليم وخصوصا خلال مراحل الحياة الأولى
2. ‌تشكل الجزء الأكبر من شبكية العين التي تعتبر مركز الرؤية
3. ‌تتحول إلى مركبات شبيهة بالهرمون داخل الجسم
4. ‌تقلل تكوين جلطات الدم
5. لها تأثير صحي على انتظام خفقان القلب
6. ‌تساعد على تكوين أغشية الخلايا
7. تقلل من تكون الكولسترول
لاينصح بالافراط فى تناول المكملات الغذائية من زيت السمك في شكل صيدلى للأسباب التالية:
1. ‌الإفراط في تناول الأحماض الدهنية من النوع أوميجا-3 يؤدي إلى زيادة سيولة الدم
2. ‌يحتوي زيت السمك على نسبة عالية من فيتامين A، وفيتامين D حيث إنهما من الفيتامينات الذائبة في الدهون ويؤدي الإفراط في تناولها إلى تكدسهما في الكبد مما يؤثر سلباً على وظائفه
3. ‌دهن جلد وكبد الأسماك المستخرج منة زيت السمك هو مكان تجمع السموم والملوثات والمبيدات
4. ‌الأحماض الدهنية من النوع أوميجا-3 من أسرع الدهون فساداً بالأكسدة
5. غير مدعمة بأي ادعاءات طبية من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية
6. لاتصرف كبسولات زيت السمك في بعض الدول مثل كندا إلا بوصفة طبية
7. إضافة إلى أنها غالية السعر
2ـ حمض اللينولييك المقترن
يعتبر حمض اللينولييك المقترن من الأحماض الدهنية عديدة اللاتشبع حيث تظهر بصورة نظائر لحمض اللينولييك، ويصنع هذا الحمض بواسطة البكتيريا الموجودة فى الحيوانات المجترة مثل الابقار، ويوجد بكميات أقل في أنواع أخرى من الأغذية مثل المأكولات البحرية، والديك الرومي، والزيوت النباتية، ولحمض اللينولييك المقترن تاثير مثبط فى حدوث سرطان المعدة والثدي في حيوانات التجارب، وفي تخفيض خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية، بالاضافة الى تخفيض الوزن وتثبيط الإصابة بداء السكري، وزيادة فاعلية الإنسولين

ثالثاً: المصادر من الكائنات الحية الدقيقة
توجد بعض الكائنات الحية الدقيقة المفيدة Probiotics التي تعمل على الوقاية أو العلاج من بعض الامراض مثل مجموعات اللاكتوباسليس، والبفيدوبكتريم، التى تضاف الى منتجات الألبان ومن اهم فوائدها الصحية:
1. تحسين وتنظيم عملية الهضم عن طريق إعادة التخلص من الفضلات طبيعياً
2. ‌تعزيز النظام المناعي ضد الأمراض المعدية
3. ‌زيادة امتصاص الجسم للمعادن، والفيتامينات، والعناصر الغذائية الأخرى
4. الحماية من الكائنات الحية الدقيقة الضارة
الكائنات الحية الدقيقة المفيدة Probioticsتتغذى على المواد كربوهيدراتية التى لايتم هضمها في الأمعاء الدقيقة وتصل إلى الأمعاء الغليظة مثل الألياف الغذائية من الخضروات والفاكهة، والسكريات قليلة سلسلة الفركتوز الموجودة فى عسل النحل، والبصل، والموز، والبيرة، والشوفان، والقمح. فالآن يمكن للإنسان البالغ السليم تناول اللبن الزبادي أو شرب الحليب المحتوى على مزرعة فعالة للحصول على جرعة من الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في الاغذية، وفي المستقبل قد نتناول هذه الكائنات المفيدة بدلاً من المضادات الحيوية لتقضي على الكائنات الدقيقة الممرضة في الأمعاء

تنظيم تداول الأطعمة الوظيفية
تستخدم بطاقـة المواد الغذائية المعبأة لتعـريف المستـهلك ببعض المعلومـات الغذائيـة حتى يمكنه المقارنة بين العبوات المختلفة لنفس الغذاء واعتبار البطاقة الخطوة الاولى للثقافة الغذائية للمستهلك، لذلك تحدد المعلـومات والادعاءات على البطاقة بثلاث معلومات أساسية
1ـ حقائق تغذوية Nutrition Facts:
حيث تظهر على العبوات كمية السعرات الحرارية لكل حصة من المنتج لتحديد احتياج الفرد اليومي من الطاقة
2ـ الادعاءات للمحتوى من المغذيات Nutrient Content Claims:
تستعمل كلمات مقننة لوصف قيمة المغذيات بالأغذية، مثل استخدام عبارة خالٍ من الكولسترول، أو خالٍ من الدسم، أو منخفض السعرات الحرارية، أو منخفض الصوديوم .... وهكذا
3ـ الادعاءات الصحية Health Claims:
تستخدم لوصف العلاقة بين الطعام أو أحد مكوناته وبين مرض مزمن أو مـشكلة صحيـة ويستـلـزم الموافـقـة عليها من قبل اللجان العلمية والصحية المتخصصة (مثل معهد التغذية)

سلامة الأطعـمة الوظيفية
يعتبر تناول القدر الآمن من الأغذية الوظيفية من العوامل الهامة كجزء من الغذاء الصحي لعدم تحديد الحد الأعلى من المواد الكيميائية الفعالة بيولوجياً في الأغذية الوظيفية للإنسان حتى الان بالرغم من بعض المؤشرات العامة التي تستعمل في تسويق الأطعمة الوظيفية والمعروف عنها بصورة عامة تحسين الصحة أو الوقاية من المرض، ومن الجدير بالذكر ان الاعتدال في تناول الاغذية الوظيفية مع زيادة تناول الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة غير منزوعة القشرةً قد تخفض من خطورة كثير من الأمراض إلى نصف معدلها، وكذلك استبدال بعض اللحوم بمنتجات فول الصويا أو البقوليات الأخرى يقلل من خطورة أمراض القلب والسرطان

ومما سبق يتضح ان "الأغذية الوظيفية" قضية حساسة ومؤثرة على قطاعات الصحة والصناعة بصورة مباشرة وغير مباشرة وعلى قطاعات اخرى متعددة اقتصادياً واجتماعياً، كما أنها تمثل مساحة جيدة من الإبداع العلمي يجب أن تجذب الجادين من العلماء والباحثين في مجال البحث العلمي، ومن الناحية الصناعية هي تنافسية واعدة بسبب تعاظم حجم القيمة المضافة وهو ما يعتبر برنامجاً متميزاً في تحديث الصناعة المصرية يجب استثمارة ووضع المعايير اللازمة لضمان تحقيقة الاهداف المرجوة



« return.