by رداد السلامي
Published on: May 22, 2010
Topic:
Type: Opinions

لا أريد أن أكتب بانفعال ، الحديث عن تجربة ما ، خصوصا حين تكون سياسية ، يجعلك على قدر من عدم الحيادية ، بحيث لا يمكنك التمييز بين ما هو صحيح أو خاطيء.
منذ 2003 م يحس المرا أنه غدى مستهلك ، فالعمل الحزبي دخول في متاهة تشبه " التحنيط" إذ أنه يجعلك عرضة للتصلب الناتج عن كون أن ممارسة طقوس ما ، تؤدي الى ذلك ، وتدفع نحو تماثل فكري على شاكلة مثالية ، تعيق حرية الفكر والتفكير الموضوعي .
ثمة أشياء تجعلك على وعي بأهمية أن تكتشف جوانب ما يفترض أنه نضال ، وما لايعبر عن ذلك ، وهنا أقصد النضال كمفوهم يصب في مجرى إنتاج تحول وتغيير اجتماعي وشامل متقدم.
إن العيش في دوامة الميتافيزيقيا المؤدلجة مضر ، ولا يفضي إلى حل واكتشاف واقعي وعلمي للأزمات ، كما لايراعي حاجات الانسان اليمني ومطالبه الضرورية والمختلفة .
أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية عاصفة ، مرت وتمر بها البلاد ، نتيجة خلل سياسي ، وغياب ما يؤدي الى الاستقرار الايجابي ، ثمة أحداث تفقد الانسان القدرة على الحلم والأمل ، وهي تمس صميم التماسك الاجتماعي ، وثمة رسملة متوحشة ، جعلت حتى المؤدلجين ذاتهم خارج سياق سلوكهم المفترض كبشر لديهم مثل تحث على ضرورة التألف الاجتماعي ، وفي الواقع اكتشفت ان القيم تنتفي لصالح التسليع ، والربح ، وتموت لتحضر المضاربة ، ولعنة السوق وقوانينة ، ولعل الكتابة وحدها هي من تعيد الاحساس بالمقاومة ، واكتشاف التناقض ، والقدرة على رؤية الواقع حين يبدو عائما.
تصمت النخبة عن صميم المطالب التي تمس جوهر المنظومة الحياتية للانسان اليمني ، وتتجه للحديث عن أمور أخرى غير ذات أهمية ، الخبز والسكن ، الحقوق والحريات، الماء والكهرباء والصحة ، التعليم ، هذه أساسيات الحياة .الغلاء يتصاعد ، الفقر يتنامى ، تنحصر امتيازات الحياة بيد قلة ، وتابعيها ، هناك منظومة من التشارك الاقطاعي المسيس ، استطاعت أن تجد لها مجالا مفتوحا ، تحركت فيه ومن خلاله راكمت الثروة ، واجتذبت الى دائرتها نخبا وكذا من يترجم عكس ما هي عليه ، من الناحية النظرية ، لتبقى عمليا هي المسيطرة ، تفكيكها مدنيا هو الأهم ، وإعادة كشفها مهم ، وإقناعها بعدم صحة ما هي عليه سيجعلها تعيد النظر في مجمل تنفذها ، الذي أخل بمسار إرادة التغيير ، وجعل الشعب على هذا النحو ، من بطالة وفقر وغلاء اسعار ، وغياب اساسيات الحياة.
على أن ثمة ميزة أرتني جيدا كيف أنها حين تقرر تأبيد التناقض ، تلعب وفق ضدية ماكرة ، هدفها النفي خارج سياق ما يفترض أنه ضرورة لرؤيته ، ، وبالتالي ليس الهدف من ذلك التحويل نحو ممكنات تجاوز الجمود ، بل العيش والتطفل ، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة لعبة " دق المسامير " كنوع من محاولة الكبت لإحداث انحراف ، يحول دون ان تتخذ ككاتب وصحفي تقدما ملموسا في حياتك ، وتلك قمة السخرية التي تريك كيف يتعمد من يفعل ذلك فعل ذلك..!!
raslamy@hotmail.com


« return.