![]() |
|
by moemen reda | |
Published on: Mar 22, 2010 | |
Topic: | |
Type: Short Stories | |
https://www.tigweb.org/express/panorama/article.html?ContentID=28424 | |
25 مارس قصة قصيرة مؤمن رضا استيقظت هذا الصباح و كلّي تحفُّز.. منذ العام الماضي انتظر في صبر يوم 25 مارس ، هذا التاريخ قد تبقّى عليه يوم واحد..هذا التاريخ الغامض الذي يملأني الفضول لمعرفة ما يفعله فيه زوجي.. في مثل هذا اليوم من كل عام طوال تسعة سنوات هي عمر زواجنا، يواظب فيه على الإختفاء تماما... الحق أن حججه كثيرة و مختلفة في كل مرة.. لذلك لم ألحظ سوى العام الماضي.. هذه المرة كان ينتظر بفارغ الصبر اسبوعا اجازة ، و لما ناله تحجج أنهم يريدونه في العمل ثالث أيام اجازته : (25 مارس) من أجل مشكلة طارئة في الأسكندرية.. هنا عصفت بي الشكوك، رفعت سماعة الهاتف و أجريت عدة اتصالات تيقنت بعدها من كذبه..و بدأت الإفتراضات التي تقوى و تضعف قوتها في عقلي و عقول صديقاتي المقربات اللائي بُحت لهن بخواطري حول هذا اليوم.. أين يذهب زوجي في 25 مارس ؟؟ ***************** قالت (نادية) و هي تلوك العلكة في النادي: -" خيانة طبعا..الباشا (بيلعب بديله) في الأسكندرية.. يذهب للمرح الذي كان عليه و قت العذوبية.. يستعيد ذكريات العبث حتى لو كان هذا ليوم واحد.." حسنا.. هذا احتمال واه حقا.. برغم أنه أقرب لتفكيري كأنثى لكنه مناسب أكثر ل(نادية) المطلقة التي فرضت عليها تجربتها الفاشلة في الزواج أن تنظر للرجال كلهم باعتبارهم (عينيهم فارغة).. لن أقول أني أعرف (حسام) زوجي جيدا ، وقاره لن يدفعه للمراهقة التي تراها (نادية) ، بل سأكون عملية أكثر و أنفي هذا الاحتمال لأنه لا يفسر لماذا الإصرار على تاريخ بعينه مهما كانت الظروف..يكفيه أن ينتقي أي يوم للراحة متى ناسبه -1- الوقت..و الأهم أن رأيها كان يمكن أن يكون مقبولا أكثر في الصيف.. ****************** قالت (نهى) و هي تجتهد – لا لتركز معي و انما – لتدعي أنها تركز معي ، بينما هي تسند سماعة الهاتف اللاسلكي على كتفها و تتحرك في المطبخ ممسكة بآنية ساخنة و أمامها طفلتها الرضيعة : -" تقولين سافر الأسكندرية.. مم.. ربما تظلمينه و يكون لديه.. تأكدت بنفسك..يكذب.. كل عام ؟؟ في نفس التاريخ ؟؟... لا أعلم ربما مصادفة.. لا ؟؟.. حتما مصادفة.. لا تخربي بيتك من أجل الظنون..(يعلو صراخ الطفلة) عذرا يا حبيبتي سأضطر لتركك لأطعم (هند).." لم أستفد شيئا..(نهى) تقاتل لتحافظ على بيتها و زوجها برغم كثرة الخلافات معه و تعتقد أن الجميع عليه أن يقاتل مثلها..لكن من تحدث عن القتال؟؟ من تحدث عن خراب البيوت؟؟ أنا فقط يتملكني الفضول لحل هذا اللغز.. ******************* قالت (عزة) جارتي الشابة التي أراها مخبولة قليلا بسبب إدمانها للأفلام: -" يوم محدد كل عام..ربما يمارس طقسا معينا في هذا اليوم بالتحديد.. سحر ما أو شئ له علاقة بمناسبة دينية ما..ربما تتحرر في هذا اليوم قوى ال..." لكني كنت قد انهيت المكالمة ، فلم أتمكن للأسف من معرفة أية قوى تقصد... ******************** قالت(سوسن) محامية الشركة التي أعمل بها و أرجح صديقاتي عقلا و أكثرهن رزانة و أكبرهن عمرا و خبرة بعد فترة صمت: -" هل سألتيه ببساطة؟" -"؟؟؟؟؟؟" -"هل سألتي (حسام) بمنتهى البساطة أين يذهب أيام 25 مارس؟ -"لا" -"و لِمَ؟؟" -2- -"لأنه يكذب..في كل مرة يكذب في مبرراته للإختفاء ، و الرجل لا يكذب إلا ليخفي شيئا..و قد قدرت أن أنتظر ربما تصلني المعلومة دون جهد" -" لكنك ترهقين نفسك في البحث عن اجابة" -" ربما لأنني لم أعد استطيع الانتظار..الواقع أن الفضول يقتلني" -"و ماذا اعددت للغد؟" -"سأراقبه" -"لا أنصح بهذا.. ربما لن يعجبك ما سترينه.." -" الشئ الوحيد الذي لن يعجبني هو الخيانة..و أنا استبعدها تماما.. استبعد أيضا فكرة الزواج بأخرى لأن المرأة التي ترضاه زوجا لها يوما في العام فقط ليست موجودة..و إن كانت ، فاعتقد أنني سأكون كريمة معها في هذا اليوم و سأتركه لها ، لأنه لي وحدي باقي الأيام كلها.." ************************ جاء اليوم ، و أعددت كل شئ بحيث أنفذ ما أنا عازمة عليه بغير أن يشعر بي هو، و اعتقد أني كنت ناجحة في هذا.. في الصباح أعددت له افطاره و قهوته و ودعته دون أن أشعره بشئ ، و ما أن ابتعد بسيارته حتى دلفت إلى سيارة (سوسن) التي – و إن عارضتني أولا بشأن المراقبة – قررت مساعدتي لتشبع فضولها هي الأخرى في لغز 25 مارس و انطلقنا خلفه بحذر ، و وجدت أنه ذاهب إلى الأسكندرية حقا.. و هناك ، كدنا نفقد أثره بسبب الزحام لكني تعرفت السيارة و قد توقفت أمام محل كبير يبيع كل شئ ، ترجل (حسام) و غاب طويلا داخل المحل و عاد حاملا لفافة لم أتعرف محتواها ، ثم انطلق بالسيارة مجددا ، و نحن خلفه ، إلى منطقة فقيرة أقل ازدحاما ، و للحظة أحسست أنه لا بد و أن يكون قد شعر بنا خلفه، لكنه ماضِ ..إلى أين ؟؟؟ ****************** إلى المقابر.. -3- ماذا؟؟..المقابر؟؟ ماذا سيفعل فيها؟؟ ******************* سحر ما أو شئ له علاقة بمناسبة دينية ما... ******************* الآن أراه بوضوح يترجل .. يقترب من رجل عجوز..يهمس في أذنه بشئ ما فيقوده إلى الداخل..كالمنومة أسير خلفه..لو التفت وراءه لرآني.. لكنه لن يفعل..لا يريد أن يفعل.. و بهدوء يتوقف أمام أحد المقابر فيتركه الرجل بعد أن يناوله معولا صغيرا.. ينحني (حسام) و يحفر قليلا دون تعمق..و يضع اللفافة التي اشتراها ثم يردم ما حفره.. ***************** ربما لن يعجبك ما سترينه.. ***************** أنا لا أفهم ما أراه.. بهدوء و رهبة أقترب منه.. قال دون أن يلتفت : -" عرفتِ أخيرا ؟" -" لم أعرف شيئا.." -" إنها (ياسمين)..حُبي الأول منذ الطفولة ، ماتت بسرطان العظم من عشر سنوات..و اليوم 25 مارس هو عيد ميلادها الثاني و الثلاثون لو كانت بقيت حية..تعودت دائما أن أشتري لها في هذه المناسبة شيئا جديدا لا تمتلكه.. طلبت مني أن أتزوج بعدها..لكن أواصل تقديم الهدايا لأتذكرها يوما في العام.. يوم 25 مارس.." صمتُ طويلا و قلت: -" و لماذا أخفيت الأمر عني؟" -4- -" حرصا على مشاعرك.." و التفت إليّ فرأيت دموعه و تابع : -" قد يكون هذا قاسيا عليكِ..لكنك لا تدركين معنى تلبية وصية مريض يتعذب و يحتضر..آسف..حقا آسف.." ************************ الشئ الوحيد الذي لن يعجبني هو الخيانة ************************ عرفتُ سر 25 مارس و ليتني ما عرفته.. هل هي خيانة؟؟ حقا لا أعرف.. ربما لم أكن صريحة مع نفسي عندما فكرت أنني أقبل أن يكون زوجي لغيري يوما في العام..الواقع أنني لا أقبل أن يكون زوجي لأُخرى حتى و إن كانت هذه الأُخرى ميتة من عشرة سنوات... هل (نادية) هي أكثر من عرفتهن حكمة و لا يوجد رجل مخلص تماما، أم أن (نهى) أكثر عقلا و لا بُد ألا أخرب بيتي بنفسي لسبب تافه كهذا.. حقا لا أعرف لكني أعرف حتما أنني لن أترك (حسام) يختفي 25 مارس في العام القادم... مؤمن رضا -5- « return. |