TIGed

Switch headers Switch to TIGweb.org

Are you an TIG Member?
Click here to switch to TIGweb.org

HomeHomeExpress YourselfPanoramaحين يسرقك اللص ليمنحك..!!
Panorama
a TakingITGlobal online publication
Search



(Advanced Search)

Panorama Home
Issue Archive
Current Issue
Next Issue
Featured Writer
TIG Magazine
Writings
Opinion
Interview
Short Story
Poetry
Experiences
My Content
Edit
Submit
Guidelines




This work is licensed under a Creative Commons License.
حين يسرقك اللص ليمنحك..!!
Printable Version PRINTABLE VERSION
by رداد السلامي, Yemen Jul 7, 2009
Human Rights   Opinions
 1 2   Next page »

  

حين يسرقك اللص ليمنحك..!! فاصل قصير ، ويبدأ آخر أطول ، وزمن سيأتي ليس كهذا الزمن ، حقبة نحياها ، على أمل أن يكون الوضع يوم أفضل.
على افتراض أن الذي حدث كان مشهدا تلقائيا ، تم الإعداد له ، لكن ألا يستحق مشهدا كهذا أن يبعث على الألم على هذا الطفل ، وعلينا جميعا ، وعلى "كمبارس" المشهد ، ومخرجيه.
العلك هي مستقبل الطفل ربما ، وصناع المشهد حقراء بما يكفي لأن يخلقوا مشاهدا كهذه لا تحتاج إلى تمثيل لأنها مشهدا تراجيدي واقعي محزن يتعرى على الأرصفة كل يوم .
الإتيان برسالة تثير الشفقة على مرسلها ، وعلى الرسالة ذاتها، ومستقبلها ، والوطن برمته ، مشهد أريد له أن يكون مشفرا بحيث يستوعب دون أن يشعر المستقبل أنه معد أصلا.
قبل أن أأتي إليه ، لآخذ الـ500ريال كما هو معتاد دائما ، كنت قد اتصلت به ، وقبلها كنت قد أخبرته بشيء حول ذلك ، ذات ليلة بلا عشاء ، قلت له على ماسينجر الياهوه ، يا عزيزي أنا جائع ، هل أأتي إليك لتعطيني الـ 500 هي ما اعتدته منك ، اعتراف ضمني بتفوقكم كونكم من جغرافيا حاكمة بلا ثروة ، تمنحون الناس فيما نحن القريبون منها نأخذ منكم ، وتمنحوننا منة منكم ، ونصدق أنكم ذوي شهامة وكرم وقبائل ..!! حالنا كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ : والماء فوق ظهورها محمول، كما قال الشاعر .
هو يريد أن يبدو ذكيا ، يحتقرك بطريقة مشفقة ،في الوقت الذي يمنحك ،وأنت تسخر منه،في الوقت الذي تأخذ منه ، لكنك تفعل ذلك كلما ضاقت تماما ، كما هو جائز لإنسان جائع في خبت مقفر أن يقارب لحم الميتة مضطرا.
اللص يسرقك ، ليتصدق عليك ..!! لعبة تدركها ، ويدركها ، هي بالنسبة إليه مسلية ، وبالنسبة لك مؤلمة ، لكنها لن تستمر على هذا النحو ، فالواقع سيخلق شروطا جديدة ، ومعايير عادلة ، هذا أملنا الذي يجعلنا أكثر ثقة بالغد.
كان منظر الرسالة"الطفل" يبعث في المشاهد المستقبل لمضامينها ، يبعث على الرثاء ، وليس الاعتزاز ، فشموخه مفتعل مشترى ، لأداء دور بطولي في مشهد لا يجسد الحقائق .
دلفت إلى المكتب ، فيما السيناتور كاتب "السيناريو" والمستمتع برؤية إبداعه الغبي ، المستعلي، يقلب أوراقه ، كان يجلس على كرسي دوار تفوح منه رائحة عطر باريسي مغري ، لم يكن متقشفا كما يحاول ان يقول ذلك ، فيما يجلس أحد لاعبي الدور الكومبارسي على الكرسي المحاذي للنافذة ، بعد أن سلمت جلست وتبادلنا كلمات المجاملة المعتادة ، وفجأة يدخل البطل الصغير –الرسالة – وبيده باكت علك ، قام الرجل الذي يؤدي الدور الكومبارسي بإعطاء الطفل عشرة ريال ، دون أن يأخذ منه علكة ، وكبطل شريف يرفض الطفل أن يأخذ ذلك ، ويرد العشرة الريالات ، لأنه لا يريد صدقة يريد أن تشتري منه ، أخذت العشرة وقلت للطفل ، خذ العشرة وأنا سآخذ العلك ، فقال :لا، بعشرين ، قلت له طيب خذ العشرة ودسستها في جيبة ، وبشموخ واعتباط مفتعل يخرجها من جيبة ويضعها ، لأنه لايريد صدقة فهو يعمل في بيع العلك...!!
مشهد ناقص الشرف والشموخ ، ومسكين أنت ايها الطفل " الرسالة " ، ومسكين أنا، ومسكين من يجعلك بطل ، في دور لا يجسد سوى الزيف، ومسكين هو الوطن.
الرسالة كانت واضحة بالنسبة لي ، والمشهد متوقع ، لكنك حين تكون عاطل عن العمل ، ما عليك إلا أن تقارب الجيف مجبرا تأخذ منها ما يسد رقمك ثم تمضي ، ذاك أمرا مباح شرعا ..!!
إنه نوع من الإهانة الغير مباشرة للمثقف ، وتحقيرا له ، وضربه "تحت الحزام " بطريقة حقيرة ، تمتهن من قيمة حملة قيم التغيير والثورة ، الذين يجابهون العزل ، وتغزل حولهم ألغازا حقيرة..!!





 1 2   Next page »   


Tags

You must be logged in to add tags.

Writer Profile
رداد السلامي


من هو رداد السلامي..؟

رجل يعيش دون ان يبغض أحد ..

ويتقدم دون أن يطأ على أحد .. أو يحسد أحد..

رجل تعيش القضية في كل خلية من خلايا جسده..يتنفس الهم ويحيا الرسالة..

واضحٌ هو كالشمس .. ونقي كماء المزن..

تجد في حرفه صلابة الموقف ورقة الاحساس..
Comments
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.