![]() |
|
by Areej Hosni Atalla | |
Published on: Sep 28, 2008 | |
Topic: | |
Type: Short Stories | |
https://www.tigweb.org/express/panorama/article.html?ContentID=22623 | |
صديقي الملائكي الابيض.. لون عيني وثمالة الروح.. عرجون القلب وعقل الجنون.. أصلي ان تكون بجمال وانت تقرأني بذات البريق الشارد من عينيك الدافئتين..تقرأ هذياني وتهمي علي..نكتشف سويا سر اللون البني الداكن في حدقة العين المبتسمة لاجلك، او الحكاية البيضاء التي ترويها يداي كل لقاء في خصلاتك الليلية حتى أغفو أبدا على كتفيك كقطتك المرتجفة حبا وشوقا اليك صديقي... يبدو الغياب يتيما..والوقت يأسر القلب في دائرة الانتقال البطئ لعقارب الساعة في لا بداية ولا نهاية ولا حب..حتى طقس الحديث يبدو شتائيا..فهذا الضباب الذي يخرج من شفاهنا شتاء يبدو كانه يغطي الاجواء و يحجب النفس هذه المرةعن رؤية الافق الجميل.. تحضر الوحدة في الغياب بإلحاح... أدري ان هذا الضباب ينذر بجورية ندية او بقوس قزحي يلقي علي تحية الصباح ولكن هي الاحلام المتارجحة بين ضباب الدخان تلك المساحة السرابية بين شفاهنا نتحدث شتاء وانت تقطف زهرة من اجلى ترسم بها لوحتك المختصرة جدا على خدي الايمن..وبين استفاقتي من ذلك الحلم على صوت بياع الكعك بالسمسم صباحا وأبواق السيارات وانتفاضتي لانني تاخرت كثيرا عن العمل وشكواي لامي أنني أرغب بالنوم ورغبتي في ان أضيف "ليش ما اضل نايمة يا الله في حضن حبيبي ...والله كان حلم حلو" ويمضي الحلم وأمضي واشلاء التفاصيل.. التفكير بما تضيق به نفسك يجعل الكون أيضا وحتى الاصدقاء يضيقون بك ذرعا..الا من صديق ملائكي ينقذني من تدحرجي على سلالم الرتابة والملل وربما اليأس ويمسك بيدي في اللحظة الاخيرة..ولن تكون الاخيرة..سيضطردائما أن يمسك بيدي في لحظة ما... اخيرة.... ربما تذكر تلك الرسالة المبللة ببقايا الدموع حينما اخبرتك ان الجميع ذاهبون إلى انفسهم وأنني دائما ألوح مودعة وكانني ضحية للوقت والمصير والأشخاص المجبرون دائما على تركي...هنا علي الاعتراف أنني نعم كإناث العقارب تلدغ الذكور بعدما تكتفي من الحب كما قال لي احدهم.. ربما لست بهذه القباحة ولكن النتيجة سواء...يدرك الآخرون بالتاكيد انني كنت أحد أسباب تعاستهم وانني من اختار النهايات توقيتها شكلها ومستوى الدراما ولكن حتما لا يدركون طعم المرارة التي اتجرعها وانا أصلب نفسي في مشاهد تراجيديا تصلح كمشاهد روائية فيها من الوجع ما لا بأس به... لم أكن أدري أنني اخترت الوقت الغير مناسب أبدا عندما اكتشفت ان آخر الرجال الذين عرفتهم والذي لم يكن على مقاسي بالمطلق و قد ودعته بعدما اخبرته أن لك في هذه الدنيا فتاة بالتاكيد تبحث عنك..فلا تلتفت لي وانتظرها...لست انا فتاتك.... اكتشفت ان امه رحلت مؤخرا...تاركة له جدران بيت سيقتله الصقيع فيه وحيدا هو ووالده وتاركة له بقايا ضحكات ووقت جميل في ذاكرته التي ستثقله بذكرى امه وذكراي... لم اكن مدركة انني اجتث والموت كل الورود التي قال انه يعتني بها في حديقة منزله لأجلي انا وانهما يواسيان بعضهما البعض في انتظاري... ترى على فراق من ستواسيه الآن؟ أتوقع انه قطفها جميعا ووضعها جميعا على قبر امه التي غادرته إلى الأبد... لم اتمالك نفسي حينا اخبرني صديق مشترك أن امه رحلت..وجدتني امسك سماعة الهاتف واهاتفه بكلمات تخرج بحرارة دموعي وتصله ببرودة الايام بعد رحيلها... هذه الحياة تدعونا إلى التامل في كثير من الاحيان..كلما فكرت ان الحياة تقسو علي كثيرا وجدتني طفلتها المدللة أمام آخرين... لا ادري ان كنت ادرك ما اقوله تماما ولا اتعمد ترتيب ما اقوله أو اعادة صياغته انما تترك المساحة البيضاء نفسها لي لاستلقي اينما شئت ولاهذى بما أعي وبما لا اعي ربما.. ملاكي..كل مرة اكتشف انني لست جرح الآخرين بقدر ما أنا المقهقهة سخرية من آلامهم ناثرة ملح الأيام على نزيفهم وجروحهم...صدقني دون ان اقصد..لا اتعمد ان اكون معولا يهدم كل احلام الآخرين او بعضها او احدها... صدقني لا ارغب في جلد نفسي وانما اشعر بحزن خانق...بعبرة تعصى على عيني... بالوحدة...بالاحلام المجنونة...بالشوق اليه.... لا ادري من هو.... أنما إلى من لن يكون ضحية او محطة او إلى من ستتوقف عنده جميع الاشارات الضوئية قزحي الملون.... تعبت من كوني أرجوحة.. وبالمطلق لم اتعب منك... كن بجمال... « return. |