يقترب الوقت الذي أحس فيه بتلك اللحظات المؤلمة التي تلقيت فيها قبل عام نبأ وفاة صديق لي، أعتبرته أخاً، لم يكن في يوم من أيام الحياة لييعد عبارات المحبة بعد فقدان ساعة رحيلة، عن دنيا فقدت فيها لمسات الحنان عن أزقة الشوارع الضائعة، وسط زحام الخطر على أطراف البشر.
إن الشوق لرؤيته يزيد يوماً بعد يوم، بل قد دقت ساعة الحقيقة، لتزيد من معاناة ذكراه وبعده عن كل من يحب ألماً، زاد فيً على مدار الدقائق، إرتبطت معها نبضات قلبي، وتسارعت في الخفقان إلى درجة أني أحسست بأن قلبي كاد يخرج من موضعه إلى غير العودة بي وبه بعيداً عن سلبيات ما يولد كل يوم من تناقض فينا نحن البشر، رغم أني قد تولد لدي شعور اليائس الفقير بأن غياب أعز صديق لي قد أفقدني رونق وتفاعل مع البشر، ففقدان الحب والخير من هذا الزمان يعني فقدان الأمل إلى أبعد مما هو موجود.
صديقي زيد، هكذا نطق قلبي باسمك، ألف عبارة محبة، أتذكر يوم جلوسنا على ما وقفت فينا علامات التعجب، وطرح السؤال في الوقت الضائع، ما من مجيب يرد لي تلك الأماني التي تمنيتها في ظل أمانيه. نحو مستقبلٍ لم تكتمل فيه نهاية حلم أصبح جزء من كابوس يومي، قد فرض علي أن أعيش الحلم والحقيقة وحدي دون وجوده، غاب عني ساعة شوقي له. تمنيت يا صديقي إن لم تكن فيً لحظات حزن أعيشها بعيداً عنك، أن أعيش دوماً على ذكرى وجودك بدوم ألم وحزن... بعيداً عن البكاء ... إلى إبتسامتك الرائعة التي إفتقدتها دوماً، ما أجملها من إبتسامة ، أرى فيها طفلاً أرتسم عليه صورة البراءة الجميلة. يا ليت تلك الأيام تعود وأدفع بها كل لحظة من عمري لتسجل يوم بعدك عني هو الفراق بعينه.. وداعاً صديقي في ذكرى رحيلك قد إزدانت الدنيا بضحكات إبتسامتك، وبكيت فيها قلبي على غيابك.