هل طرحت على نفسك يوما هذا السؤال ...؟ لماذا نتفاءل..؟ لماذا نبتسم-الذي هو وجه التفؤل-...؟
إذا بدأنا بتحليل الشخصيتين أو الوجهين المتعاكسين ... المتشائم والمتفاءل, سنرى...
المتفاءل: يتفاعل مع الأحداث المحيطة بشكل صحيح, كما أنه يتخذ الخطوات الواجب اتخاذها كي يحصل على النتائج, أي أنه لا يوجد ما نسميه حظ , ولكن يوجد أحداث و مواقف حياتية نتعامل معها وفقا لنظرتنا و نفسيتنا , توجب النتائج التي نعتبرها مقدرة ولكنها في الحقيقة نتيجة لأفكارنا...
فمثلا لو طرحت هذا المثال البسيط من واقعي لكي أفسر النتيجة التي حصلت عليها .... في جامعتي يوجد ما يشبه المكتبة التي تحتوي على أوراق مصورة , يوجد فيها ألة للتصوير و تقريبا 60 رف لوضع الأوراق المصورة عليها..
في يوم من الأيام كانت المكتبة مزدحمة , دخلت أنا و اثنتان من صديقاتي لحاجتنا لتلك الأوراق المصورة , وكانت الرفوف شبه فارغة –يوجد القليل من الأوراق- و الجميع حول ألة التصوير يصور... لماذا..؟ لأنه لا وجود للأوراق المطلوبة على الرفوف ..
واحدة من صديقاتي تعرف دائما بأنها محظوظة أن كل شيء في حياتها مسهل, و الأخرى غير محظوظة و كل الحياة مغلقة في وجهها...
المهم أننا بحثنا قليلا و بعدها ذهبنا لنصور... و بينما نحن نصور "قامت" صديقتي المتفائلة بالنظر للرفوف للتفتيش عن الأوراق , وقتها وجدت الورقة التي تريد... في ذلك الحين ارتسمت على وجهي أنا و صديقتي المتشائمة علامة تعجب و كنا نقول بجد أنك محظوظة...!
كان هذا المشهد هو الحاضر بذهني وأنا أدرس الجهاز العصبي و الدماغ لامتحاني, وقتها استنتجت أن لا شيء في الدنيا يدعى بالحظ , إنها فقط حالة ذهنية نعيشها نحن وننسجها , وتبعا لهذا تأتي النتائج, أنني لا أقول أنه لا توجد أحداث خارجة عن إرادتنا , و أننا في بعض الأحيان تكون الأمور سهلة وميسرة وفي الوقت الأخر معقدة... ولكن أنا أعيد ّلك إلى أن الإنسان عندما يبذل طاقته في عمل و لا ينجح فيه فإن الله لا يضيع تعب أحد و سيوفقة في عمل أخر...
أي أننا إذا أحسننا أستخدام عقلنا , سنخرج بالنتائج التي نريد ولا نحصل عليها دائما, مع وجود التوفيق من الله.
وإذا طبقت هذا على أي شيء في الحياة, فستلاحظ صدق نظريتي...
فمثلا إنني أؤمن دائما بعبارة"loneliness is a state of mind" , اختبرها و ستجد أنك عندما تريد أن تشعر بالوحدة, ستنظر تلقائيا إلى جميع أفراد عائلتك الغير موجودين , أو أصدقائك الذين تركتهم, وكم أنك وحيد و لا أحد يفهم ما تريد...
وإذا كنت في حالة طبيعية فستجد جميع الناس أن كانوا أهل أو أصدقاء معك وبجانبك.
فلماذا لا نكون متفائلين وإيجابيين , أي نضع ما نريد أمامنا , نؤمن أنه يمكن تحقيقه ومن ثم و هذا أهم شيء أن نبذل أقصى ما نستطيع لتحقيق ما نريد..
إذا اجتمعت هذه الثلاث شروط فما يريد سيكون بين يديك , و إذا لم يحصل تأكد أن هذا هو الأفضل لك, و أكمل حياتك , و اتبع التيار الجاري للحياة , فهي – الحياة أو ب الأحرى الله- ستعطيك ما تريد, فالله لا يضيع أجر عمل عامل...
و كما قال الرسول:"تفائلوا خيرا تجدوه".
|