by gsas egypt
Published on: Apr 21, 2008
Topic:
Type: Poetry

في ليلة أشد ظلمةً ...

من الليالي المدلهمة ...

كنت أعاني سكرات الموت..

كنت أحتضر...

وأنتظر قيامتي ..

متى ستقوم القيامة؟!!

متى ستقوم القيامة ؟!!

أترنح من وقع الضربات ..

تكاثرت تكاثفت تكأكأت..

لكي تزيح هذا الرأس الصخري

العبقري اللوذعي..

من مجرى نهر التقدم البشري..

كنت أحتضر عندما سمعت..

وقع أقدامه الثقيلة..

ففي هذه الليالي ..

حالكة السواد لا يمكن ..

رؤية أي شيء ..

إذا نظرت أمامك لن ترى شيئاً..

وإذا نظرت خلفك لن ترى شيئاً ..

وإذا نظرت لقدميك سوف تقع ...

فماذا تفعل ؟!!

تحسس بإذنيك حتى ترى بعقلك..

وبرغم كل ذلك...

وبرغم أني أحتضر..

عرفته ورأيته عندما عرفته ..

قلت له: لماذا أتيت؟!!

فقال: وهل تعرفني ؟!!

فقلت أتظن أن تلك الضربات ..

قادرةٌ أن تعمي عقلي؟

فقال: فمن أنا ؟

فقلت: قدرٌ ساخرٌ

أعرف أعرف .. لا تقلها ..

فأنا الذي قد آن له الأوان ..

لكي يتكلم ..

لكي يتفجّر ..

لكي يتعدى كل الحدود..

ويواجه كل المستحيلات..

وأنت أولهم..

قال مهلاً مهلاً .. رفقاً بنفسك

فضحكت منه..

قال لماذا تضحك؟!!

قلت : هذا قدري القاسي القلب ..

عند احتضاري أصبح رقيقاُ..

والآن أيها القاسي الرقيق..

والآن يا رفيق الطريق..

يا من أشعلت الحريق..

أجئت لحضور مشهد الاحتضار ؟!!
أم مازالت في الجعبة أقدار ؟!!

بالنسبة لي .. لا اريدها ..

فقد اكتفيت..

واكتويت فقد انتهيت..

قال بل جئت معزياّ..

ضحكت ضحكةً تلتها ..

ضحكاتٌ وضحكات ..

قطعت الضحكات فجأةً ..

ونظرت إليه بكل الغضب..

الذي يعتمل بداخلي..

قلت : جئت ماذا ؟!!

التمس لي العذر ...

فأنا إنسانٌ يحتضر..

ماذا تريد؟!!

لا تنظر إلي هكذا مشفقاً ...

لا تكن رقيقاً هكذا ..

أما زلت تعرف عني

أني إنسانٌ أبله...

فطري النزعة..

نقي السريرة..

سليم الطوية..

كل هذا ضاع ..

في سكرات الاحتضار..

في لحظات الإنكسار..

في لحظات الإنهيار..

أنت ما كنت يوماً شفيقاً ..

أنت ما كنت يوماً رقيقاً ...

أبعد أن صحوت من نومي..

الطويل العميق ..

تريد خداعي ... هيهات..

وهاهي أشلائي المبعثرة ..

تشهد على قلبك الرقيق..

هاهي أشلائي الممزقة ..

تشهد على قلبك الشفيق..

ألست أنت من أصاب..

قلبي بسهمٍ مميت؟

ألست من ابتلاني ..

بهذا الداء المقيت؟

ألست من جنى على قلبي ..

بحبٍ ماله انتهاء؟

ألست من بدد حبي..

فصار يذروه الهواء؟

أليست تلك قسوتك..

حبٌ هذا أم فناء؟

أتجعل حبيبتي لغيري..

قدرٌ هذا أم هراء؟

أجبني الآن يا قدر..

لماذا كان الجفاء؟

لماذا قسوت علينا ..

ورميتنا لنهر الشقاء؟

والآن عندما أحتضر..

والقلب ممزق الأشلاء..

مبعثر الأشلاء..

والآن عندما أحتضر ..

وقد تحين ساعتي..

وتقوم قيامتي هذا المساء..

أجئت يا قدر لتعزيني ..

أم لتزداد استهزاء؟

أتقتلني ثم تعزيني ..

أتراني أقبل العزاء؟

فلترحل إذاً وكفى ..

دعني ألملم الأشلاء..



« return.