by Adham Tobail
Published on: Nov 2, 2007
Topic:
Type: Opinions

لقد كان واجب علينا أن نسعى دائما للكشف عن الدور الخطير الذي لعبته ومازالت تلعبه الدول الاستعمارية ضد استقلالية وحرية وكرامة امتنا العربية والإسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة والوقوف في وجه تطورها والعمل بكل الوسائل والإمكانيات لوقف تقدمها وإعادة تاريخها ومجدها بين الأمم والشعوب تحت شمس كوكبنا الأرض .



لقد كان واجبا علينا والتزاما في إطار المسؤولية السياسية والواجب الديني والقومي وصولا للهدف وهو كشف الدور الذي تسبب في نزوح وإخراجنا من بلدنا الغالية وقريتي الصغيرة قرية " الخصاص " في عام 1948م وتسبب أيضا في استشهاد الآلاف من شعبي العربي الفلسطيني المناضل المقاوم ومن أبناء هذه الأمة العظماء البواسل وسبب ومازال يسبب المعاناة والقهر والظلم .



لقد كان دور بريطانيا هو الأسوأ في تاريخ البشرية ومن أخطر الأدوار التي قامت بها دولة في تاريخ البشرية كله ، حين أعطت وطن يسكنه مواطنون آمنين لجماعات يهودية لم تكن لها أرض ولا شعب . ولقد كان لهذا الدور تأثيراته البعيدة على مجرى العلاقات الدولية ومنذ بداية هذا القرن العشرين الذي شرف على الانتهاء وقد قام هذا الدور على الكذب والخداع والاستغلال في أبشع صور الاستغلال. وقد تمتلث خطورة هذا الدور في كونه لم يكن خطرا تزول وتنتهي آثاره بانتهاء الحرب العالمية الأولى أو حتى الحرب العالمية الثانية بل خطورته تمتلث ومازالت تتمثل في الخطر الذي تولد عنه والمتمثل بزرع جسم غريب في قلب وطننا العربي وكيان دخيل في فلسطين هو نتاج عقلية استعمارية معادية لأمتنا جعلت منه خطرا دائما يتهدد أمنها القومي واستقرارها السياسي والإقتصادى أخدت أسبابه تمتد بأسباب البقاء والاستقرار رمزا للقهر والاغتصاب ولقد أصبح مؤكدا أن الدور السياسي لبريطانيا الذي أسهم في تقويض دعائم البريطانية العثمانية الإسلامية والذي برزت معالمه وأهدافه وأثره في العلاقات الدولية القادمة عن طريق حياتنا نحن أبناء الوطن العربي في عالم ما بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية ومن خلال مصادر ووثائق بريطانية رسمية أن هذا الدور الذي كان دورا سياسيا في البداية ذا أهداف إستراتيجية اقتصادية واستعمارية يؤكد أن السياسة الخارجية البريطانية في تلك الفترة من الحكم العثماني كانت تستهدف تقويض هذه الإمبراطورية وتمزيقها تبعا للخطط الاستعمارية متخذة الصهيونية وسيلة لتقسيم وطننا العربي لا بل واحتلاله وهذا ماحدث فعلا ولم يكن مشروع استعمار فلسطين وجها من وجوه المسألة اليهودية التي تعتبر المسألة الشرقية كاصطلاح هو التعبير الإمبريالي لمسألة السيطرة على الرقعة الواقعة تحت حكم السلطان العثماني وتمزيق الرجل المريض واقتسام ممتلكاته وفلسطين كانت واحدة من هذه الممتلكات التى كانت تنتظر النتيجة المأساوية المزمنة والخطيرة التي خططت لها بريطانيا لتنتزعها كليا من الوطن العربي والجسم الإسلامي وتقدمها للصهيونية العالمية قسرا . لقد كان الدور البريطاني لصالح الصهيانية أكثر منه لصالح بريطانيا فقد كان العقدان الأولان للقرن العشرين وما جرى فيهما من أحداث دولية فرصة سانحة للتحالف الصهيوني البريطاني الذي شكل هجوما كاسحا يستند على ثلاث مرتكزات وفى كل مناسبة كانت الأوضاع الدولية هي الغطاء الذي يستر به هذا التحالف جريمته التي تعد لها في فلسطين وكان على بريطانيا أن تلعب الدور الذي يخوله لها مركزها باعتبارها دولة استعمارية من الطراز الأول في العالم وكان على الصهيونية أيضا أن تستعد للاستفادة من الفرص التي سيهؤها لها بريطانيا في فلسطين العربية من الناحية القانونية تضليلا من الناحية العسكرية إرهابا وكان على الصهيونية أن تعد العدة المالية اللازمة لمخططاتها حيث كان اعتماد تيودور هرتزل ومن معه من الحاميين الصهاينة الأول على كبار المموليين اليهود من العالم .

وان كنت اعترف والتاريخ يشهد أن السلطان العثماني عبد الحميد لم يستجب لرغبات زعماء الصهاينة في بيع فلسطين لليهود رغم حاجة بلادهم العثمانية للمال في تلك الفترة وبعدم التنازل عن أي شبر من هذه الأرض العربية إلا انه لابد لي أن اعترف هنا أن السلة العثمانية التي كانت قائمة في فلسطين لم تكن صارمة للدرجة التي تمنع تسرب هؤلاء اليهود الدخلاء اللقطاء من تنفيد المخططات الجهنمية ولقد كان النشاط الصهيوني واضحا .

وبالنسبة للمرتكزات الثلاث التي أضافت مرتكزا رابعا جاء كنتيجة ثم أصبح عاملا هاما من عوامل تطبيق تلك المرتكزات وتدعيمها فقد كان المرتكز الأول اتفاقية سايكس بيكو في اقتسام الوطن العربي وفى الوقت نفسه كان الخداع الظاهري الأول الذي اثبت عدم وفاء بريطانيا في التزاماتها الواردة في رسائلها المتبادلة مع الشريف حسين إذا لم تلبث أن تنكرت لها ولتعهداتها الواردة فيها حتى إذا جاء المرتكز الثاني وهو الوعد المشؤم وعد بلفور في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين توضحت المؤامرة أكثر واندفع الدور البريطاني في طريقه إلى فلسطين لقد كان الغطاء الحرب العالمية الأولى رغم اعتراف قادة بريطانيا بدور " الجيش العربي " في مساعدة الحلفاء بالحرب حيث كان عاملا مساعدا للأسف على احتلال بلاده فلسطين من قبل بريطانيا باسم تحريرها من الأتراك ولابد أن أسجل هنا حقيقة يمليها على ديني وضميري والأمانة التاريخية والعلمية من الدور الذي لعبه العرب إلى جانب الحلفاء كان ضد منطق ما فتئت جماهير الأمة العربية تحصد زرعه تفرقه وضعفا واهانة وذلا .

واكتملت المؤامرة في المرتكز الثالث هو صك الانتداب الغطاء الخادع لوعد بلفور كما كان وعد بلفور هو جوهر الانتداب أي لولا تنفيده لما انتدبت بريطانيا على فلسطين .

أما المرتكز الرابع فكان تعيين هربرت صموئيل كأول مندوب سامى بريطاني في فلسطين فقد كان هذا المندوب رقما مهما في عداد الأرقام المهمة في سجلات الاستخبارات البريطانية فقد كان صهيونيا جاء لتنفيذ سياسة حكومته البريطانية خدمة ليهوديته الصهيونية وقد كان الغطاء الواسع الكبير الغطاء الإنتدابى عصبة الأمم هذه . فباسمها جاء الانتداب ليعمل على تحقيق وعد بلفور لتعطى بريطانيا التي لا تملك فلسطين للصهيونية التي لا تستحق ليحصد العرب الشر والموت والدمار والخراب والتشريد القسرى والضياع للوطن والتاريخ .

والمصيبة الكبرى لازال هذا الدور الخطير وماتزال بريطانيا بعد أن سلمت فلسطين للصهاينة تقوم الآن وبنفس الدور لإهانة وإذلال وقهر الإنسان الفلسطيني عبر مواقفها الداعمة للصهيانية وعبر سياسية التجويع والفقر ، أقول لهم أنا التاريخ والدين والشعب سيلعنكم على خطيئتكم هذه ولم ينسى دور الحقير في فلسطين .

ولا بد إن اعترف وأقر هنا إن ما يسمى باسرلئيل هو التركة الثقيلة لبريطانيا وأحد أهم نتائج دورها ما كان ليبقى كمشروع استعماري لولا اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووادى عربة .

لقد جاءت اتفاقيات العار هذه لتكمل دور بريطانيا من حيث الاعتراف بنتائجه الوخيمة ، وأوخم تلك النتائج قيام مايسمى " إسرائيل " ولابد من الإشارة هنا أن اتفاقيات العار العربية التي اكتملت بها المؤامرة وضيعت أرضا وشعبا مهجرا من خمسون عاما أشير هنا وليعلم الصهاينة والإنجليز والأمريكان أن هذه الاتفاقيات تفتقر وستظل تفتقر لاعتراف جماهير الأمة العربية والإسلامية كلها وهذا لن يكون أبدا أبد أبدا . وكما قالها القائد العربي القومي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر " أنه لابد أن نخوضها مع الصهيونية معركة حاسمة فوق بحر من الدم وتحت أفق من اللهب "

هكذا حررت الجزائر وفيتنام . وأقول لجميع الذين طبعوا أو يفكرون في التطبيع مع العدو أنكم تحرثون البحر .

فالدم وفوه البنادق والنضال هو الذي سيحرث الأرض. ولم يشهد التاريخ أن أرضا اغتصبت حررت بالاتفاقيات الهزيلة والتي وصلتنا في النهاية إلى حرب داخلية على كراسي وحقائب وهمية أذلت وأهان كرامة شعبنا . أقول لهم جميعا إسلاميين كانوا أو وطنين أن يرجعوا إلى صوابه وأن يرحموا هذه الوطن المغتصب ويرحموا شعبهم من الذل والهوان . أقول أن فلسطين الحبيبة ستبقى أرضا عربية وإسلامية والتاريخ لابد أن يعيدا نفسه بإذن الله .


« return.