by batool
Published on: Jun 15, 2007
Topic:
Type: Opinions

كثيرا ما نسمع من كبار السن خاصة من جيل آبائنا و أجدادنا تعليقات عن فشلنا ،عن فشل هذا الجيل وفساده .ويأتي عدم ردنا من احترامنا لفارق السن والكبر ولطبيعة الجلسة فغالبا ما تكون جلسة مفتوحة تضم بعضا من الأقارب والأصدقاء وكنتيجة لعدم رغبتنا في الجدال مع آبائنا أو خاصتنا من الأقارب بطريقة قد تحتد لحدة الموضوع نفسه نسكت أو لعل السبب الرئيسي وراء سكوتنا ومجرد الاٍكتفاء بتبادل نظرات عدم الرضا والقناعة مع أقراننا هو في الأساس عدم اعتيادنا على مجادلة من هم أكبر سنا منا بغض النظر عن صحة معلوماتهم ومصادرها لما زرع فينا من مبدأ العيب وغيره من المبادئ التي قد لا تصح دائما. عذرا......... ولكن عدم ردنا ليس لعدم قدرتنا على الرد ولكن لما كنت قد ذكرته سابقا وقد لايهمنا الرد بمقدار ما تهمنا مصادرهم أو صحة ما يقولون وكيفيتها ،اٍلا أنه يؤسفني اٍخباركم أنه و بكل بساطة نستطيع اٍلقاء أكبر قدر من اللوم عليكم فاذا لم تخنكم ذاكرتكم بعد نحن عبارة عن الجيل الذي ربيتموه
أي ما اكتسبناه من عادات وما حملناه من أفكار هي في الغالب منكم ،أدرك تماما أنه وبكل تأكيد لايمكننا اٍلقاء كل اللوم عليكم ولكن ألا يمكننا اٍلقاء معظمه أو حتى جزء منه ما دمتم تعاملوننا هكذا. لم تقتنعوا بحجتنا الأولى فما بالكم اذن بقول أن فلسطين الغالية سقطت في زمنكم وليس على وقتنا بالرغم من استمرار ذلك واٍضافة دول عربية أخرى شقيقة، ولكن هل لهذا أهمية حقا في ظل كل تلك الظروف الأخرى ؟؟ هل تبادل أصابع الاتهام بين طرفين من الضحايا المساهمين يخفف من وقع هذه الأمور أو بطريقة ما يساعد على حلها؟ أم لأننا مجرد عرب اعتدنا على الكلام والكلام وعدم تحريك ساكن، أما آن لنا أن نحرك ذلك الساكن ونغيره، ألا نستطيع ذلك. بدلا من أن نستمر في انتقاد كل من هم حولنا من اٍخوان وأصدقاء وحتى أعداء. أليس مجرد الفعل أحسن بملايين المرات من فعل لاشيء في أمور تخصنا وتهمنا في الأساس. اذن ،لنضع أيدينا معا في محاولة تغيير كل ما هو سيء اٍلى جيد وكل ما هو جيد اٍلى الأحسن ولنقلص كل تلك الفوارق التي زرعناها بيننا ولنلق الضوء على ما يهم وينفع بدلا من التخبط ببعض دون وجهة محددة .ولنحترم الاختلافات التي لا بد من وجودها بيننا ولنحاول أن نتعايش معها. فحتى يتقبلنا الآخر لا بد من تقبل أنفسنا أولا وتحديد هويتنا ومعرفتها حق المعرفة. فاذا نظرتم مؤخرا اٍلى الوضع الداهم أدركتم مأساوية ما نمر به ، فلم يكفنا الاٍقتتال مع الآخرين وكان لا بد أن نتقاتل مع أنفسنا ومع أشقائنا سواء من نفس البلد أم لا بغض النظر عن الحقائق وما يحدث. وما نسمعه من أخبار وما نشاهده في التلفاز أمور تزيد من اٍحباطنا جميعا ،فرجاء لا تزيدوا من ذلك الاٍحباط وتضاعفوه ،بل اعملوا على التقليل منه بتقديم النصيحة بالأسلوب الحسن والتحاور، فكلمة طيبة قد تطري أقسى القلوب وتنقذها من السبات العميق والضيعان في توافه الأمور وأحقرها وتصرفها اٍلى ما يهم فعلا ويفيد ،وبتحاوركم معنا نعمل يدا بيد على تقليل الفجوة ذات الجذور العميقة الصلبة بين جيل الأجداد والآباء وجيلنا نحن الأبناء .وبذلك تعملوا على نقل خبراتكم لنا لنستفيد منها ونتعلم منها كل الدروس المستفادة ونعمل على تطويرها بما يلائم مستجدات عصرنا ، كما نعمل على تفادي الوقوع في الأخطاء التي وقعتم بها ، مما يذكرني بأمر آخر وهو أن الكثير منكم يا بركتنا لايعترف بارتكابه للأخطاء أو بالنسبة لهم لم يرتكبوا في حياتهم خطأ واحدا قط وهذا مما ينافي العقل والمنطق فنحن بشر وكثير ما نخطئ ولكن ما يهم فعلا هو أن نتعلم من أخطائنا وبمشاركتكم لنا لهذه الأمور تجنبونا الوقوع في الخطأ وتقللوا من احتماليته.اذن أكرر وأعيد لنضع أيدينا مع بعض في محاولة تحسين أوضاعنا من كل النواحي ففي النهاية الغاية المرجوة واحدة والهدف واحد فلنصب تركيزنا على هذا!!


« return.