ا
أنا يا أبي شاب عربي مبدع و موهوب في هذا الوطن العربي الممتد من البحر الى البحر,ورغم اتساعه إلا أنني لم أجد في أرضه و سماءه شبرا واحدا يمنحني فرصة التحليق في فضاءه ولو لمرة واحدة كما أني لم أجد فيه أي حيز يحتويني أو أي يد حانية تراعاني,وحين اختارت موهبتي جوار ربها, قررت أنا أن أشاركها الإختيار بعد أن بكيتها حزنا و كمدا
سامحني يا أبي, فلقد طرقت الباب مرات و مرات ,حتى أُصيبت يدي بالشلل,فتابعت الطرق ولم يتسلل اليأس الى صدري ,ولهذا طرقت الباب برأسي حتى شج صلفُ الباب رأسي ,وحين لم يتبقى من أعضائي ما يصلح للطرق سوى قدمي فكرت مليا و ترددت في طرق الباب ثم تراجعت خشية أن يقال لي بأني قد استخدمت وسيلة غير مشروعة في ايصال صوتي
خذ يا أبي ,و هاك إرثك الذي تركته لي فأنا لم أعد واثقا في مدى جدواه ,وسامحني لأني لن أفضل تركه لولدي من بعدي فقد اختبرت حكمتك طيلة ثلاثين سنة فلم أتمكن من بيعها أو صرفها و لم أجني منها سوى مزيدا من الإحباط .
أحمد الكعبي ,
|