by EL Hammoumi Naoufal
Published on: May 7, 2007
Topic:
Type: Opinions

من دكار إلى روتردام وصولا إلى الدار البيضاء ’ هناك أسئلة تطرح:هل في المجتمع العربي ثقافة التسامح و السلام أو اللا عنف؟

بدأت مسيرتي مع أسئلة تطرح في المجتمع العربي , انه مجتمع عنيف لا يتقبل الأخر ,من أصدقاء أجانب من خلال أمثلة كثيرة: كأحداث العشرية السوداء في الجزائر منذ التسعينات.أحداث اعتداء إرهابي في 94 على فندق أسني في مراكش , إلى أحداث 11 سبتمر في الولايات المتحدة الأمريكية . و تفجيرات مدريد , الرياض الدار البيضاء- عمان – لندن و غيرها . كل هذه الأمور سببها مواطنين عرب . كل مرة نحمل المسؤولية إلى أشخاص آخرين و دون أن نتحمل نحن كشباب عربي المسؤولية . لأن علينا أن ننتقد أنفسنا أولا ,قبل التفكير في النقاش مع الآخر ,وعلينا معرفة الأسباب التي تجعل الشباب العربي يتوجه إلى العنف كوسيلة لحل مجموعة من المشاكل :هل هي من منطلق الاحتقار العالمي للمجتمع العربي ؟ عدم وجود حلول بديلة أم ماذا؟ لكن إذا فكرنا في تمعن , أننا كشباب في مجتمع عربي , نتأثر بواقعنا الصعب , كالمجازر في شعبنا في فلسطين , والاجتياح الاستعماري للعراق . وعدم اكتراث الأنظمة الدولية و العربية لأصوات شعوبها . صراعات ايديلوجية دينية, تكون ظاهرة, و أخرى تكون خفية. وبصراحة أصبح العالم عبارة عن مختبر لتجارب و الاختبارات لمشاريع معينة , قد تنجح أو تفشل . المهم في تصور تلك العقول يخرب أو يبنى المجتمع العربي , والأهم من ذلك أن المواطن العربي يصنف في الدرجة الأخيرة في المعيار العالمي لقيمة المواطن , و يصنف الصهيوني درجة أولى في المعيار العالمي لقيمة المواطن, لأنه من شعب مختار . اين نحن كشباب من كل هذا؟ رياح من هنا وهناك , تأخذنا إلى اتجاهات معينة , لا نعرف نهايتها , نتبع دائما مصالحنا الذاتية و الابتعاد عن تصور المصلحة العامة . و الحقيقة الصريحة أن الخطأ فينا نحن , لا ننتقد أنفسنا , ونستقبل فقط , وأننا أصبحنا كشعوب لغوية , أكثر ما هي عملية . و السبب هو الافتقار إلى مفهوم المبادرة في حياتنا في جوانب مختلفة. ننتظر دائما الأخر لكي يوجهنا ويبادر بخطة محكمة تستهدفنا دون التفكير . منذ سنوات كثيرة نعمل مع العشرات من مؤسسات التي تعمل في مجال ثقافة السلام و الحوار . و تلاقح الحضارات , وهناك من يرفض كلمة تلاقح يسميها حوار حضارات . في أغلب تلك المؤسسات لا يوجد ما يطلق عليه في مؤسسات المجتمع المدني دينمو عربي . نجد دينمو إسرائيلي. دينمو أمريكي و غيرها . حتى إذا وجدت من دول العالم العربي , تجده يهودي او أمازيغي أو كردي. اذن يطرح السؤال: كيف نوصل أفكارنا نحن العرب إلى الآخرين ؟ تقولون لي في مؤسسات الاورو متوسطية للحوار . مراكز إسلامية – يهودية , عربية – نرويجية آو دنماركية و غيرها . اذا تمعنا في تلك مؤسسات فهي عبارة عن مشاريع إما لحكومات , او حتى اذا كانت تابعة لمنظمات غير حكومية , تكون مؤسسات مشاريع لوزارات الخارجية , خصوصا في دول الاسكندنافية , وهدفها هي إيصال صوت الحكومات إلى الشعوب العربية , دون أن تكون متلقية , لأنها تترك لك فسحة من حوار أن تتكلم كما تريد , و لكن موقف تلك الدول حسمته مسبقا , كما في قضية الرسوم المسيئة إلى نبيينا . و أمثله عديدة , لكن يطرح السؤال: في داخلنا أين البديل ؟
البديل أننا كشباب عرب نوصل صورة السلام التي نريدها نحن , بقناعتنا نحن من خلال قيمنا , من خلال ما عشناه عبر التاريخ مع المسيحين و اليهود في شعوبنا في عيش دون تفكير في الخلفية الدينية , هل أباد المصريين و الأردنيين , الفلسطينيين , و اللبنانين و السوريين المسيحين في بلادهم. الجواب هو حتما لا, عاشو في تكامل .
هل أباد المغاربة و التونسيون اليهود ؟ الجواب حتما لا , حتى ان ملك المغرب محمد الخامس احتضن اليهود في المحرقة عندما فروا إلى أسبانيا وما تعرضوه من عنصرية فرنكوا حاكم أسبانيا آنذاك , ولم يكن لهم مفر سوى المغرب , البلد الذي حماهم , والأمور موثقه في التاريخ . أليست هذه العديد من الأمثلة , ألا نوصلها إلى العالم أن يسمع إلينا . الم يفرق هولائك اليهود مابين الصهيونية و اليهود؟ جواب: نعم , و قالوا ان اسرائيل ليس وطن لليهود , نقول نعم , و اكبر أمثله على ذلك زعماء يهود في المغرب , منهم السرفاتي الذي داس بكرسيه المتحرك على علم إسرائيل , ومن منهم حرق العلم الاسرائيلي في أحدى مسيرات المليونية التضامنية مع فلسطين في المغرب , أليست هذه نقاط قوة نستثمرها في حوارنا لطمس الأكذوبة الصهيونية؟ اليس لنا نحن العرب حق في تأسيس منظمات دولية في مجال ثقافة السلام و الشباب يكون كوادرها عرب ؟هل محرم علينا نحن الشباب العرب , ومحلل على الصهائنه .
كثيرة من الامثله , قبل مدة كان أهم مكسب عربي , هو مشروع الشباب و التضامن العربي حول ثقافة السلام التي تبنته الأمم المتحدة , والذي ساهمت مجموعتين عربيتين : الأولى في مجموعة شباب السلام في مكتبة الاسكندرية , و الثانية مجموعة الشبكة العربية لشباب بناة السلام وهي احد أفرع الشبكة الدولية لثقافة السلام . لان المشكلة فينا أننا لا نبادر , بل نكون عبارة عن بيادق شطرنج للمخططات عالمية , لان شيء في علم الاجتماع وهو حتمي لكل مبادرة لها خلفية , قد تكون ايجابية أو سلبية . و علينا نحن كشباب عدم ترك الفراغ .

أعود قليلا إلى كلمة إرهاب صحيح يوجد إرهاب في المجتمع الدولي. كما أسلفت سابقا من أسبابها, وهناك أيضا أسباب اجتماعية عديدة, منها: الفقر , أو عدم الراحة النفسية لمبدعين مثلا و حتى المبدع أو فنان قد يصبح إرهابي , آدا أحس آن مبادرته التي يريد إخراجها من داخله إلى المجتمع , قد تم كبتها , و هناك أنواع كثيرة من الإرهاب كأن يفجر نفسه , أو يرهب الناس فكريا . دون التطرق إلى الإرهاب الذي ينبثق عن فكر إيديولوجي ظلامي و غيرها. لكن أهم شيء لحل هذه المشاكل, هي توفير فرص لشباب من فضاءات للإبداع , عدم كبت أفكارهم الداخلية , تشجيعهم على التحريك و المبادرة . منحهم إخراج كل ما يخالجهم إلى المجتمع و الاستماع إليهم, كل شيء يقع في هذا العالم له مسبباته, علينا التمعن في هذه الأمور . لأننا نحن في العالم العربي, و المسئولين في حكومتنا أيضا, خلقوا, بؤرة من العنف الاجتماعي , بسبب البرامج الحكومية في مجال التنمية و الإصلاح تبقى في الوثائق . لان العالم العربي يحتاج إلى تغير جذري مهم . كل ما يقال أن هناك دعم للشباب هو حبر على ورق, و تبقى مبادرات الشبابية التي تنير ظلمة كبيرة في مجتمعنا العربي . عندما نعبر عن ما في داخلنا هو أسمى شيء أننا موجودون في هذه الحياة. و التعبير هو نوع من الراحة النفسية الداخلية. وكلنا في هذه الحياة نتعلم من الآخرين, ومن خلال التجارب نعرف حقيقة هذه الحياة. حماية ذاتنا وتطوير
مجتمعنا. التمعن و التأمل في الحياة, وهو شيء مهم لمعرفة حلول لأي معضلة.




« return.