يعيش المرء كَيْما يخلَّد ذكرُهُ
فى سجل السافلين من الورى
فأطيل من ليال فاجرة عمرُهُ
فاستباح و عربد عمدا و افترى
..
فما حاجة الدنيا لطول حياته ؟!
و ذهابه و إيابه و قيامه وسباته
و لسانه الذى ولاه إبليس الدبر
و خمر أنفاسه
و مجون ضحكاته
..
يكفيك رضا على وجهـــــــــه يلوح
لتؤمن أن البرائة و الوجه الصبوح
قد علقا
قد أرهقا
قد مزقا
و وجه الحياة الدنيا قد فارقا
...
و آكل الخيرِ و شرُ البشر
يبيت الليل فى انتظار الصباح
و يحيا اليوم لجرم يستباح
..
فما حاجة الدنيا لطول حياته ؟!
ألم تراعِ وليدا قتلت أناته ؟
و فتىً ينجومن دون فتاته ؟
..
أم أنها تسقى نبات خلوده
من دم الصغار الذين قد وُدِّعوا ؟
و قبل أن يعلموا ما الحياة و ما الردى
أخذوا من الحجور وفى الثرى أودعوا
ماذا جنوا من الدنيا غير الألم ؟
و ماذا نالوا من ظلها الا البكاء ؟
أيكون ذنب أنهم سكنوا الرحم ؟!

أم ذنبهم أنهم خرجوا الى دار البلاء؟!
....
..
.