by aaa
Published on: Jun 7, 2007
Topic:
Type: Opinions

تكتسي الحياة الجمعياتية في تونس مكانة هامة، حيث بادر بعض التونسيين منذ عهد الاستعمار بإحداث عديد الجمعيات الوطنية الثقافية، الخيرية والاجتماعية، لكن بقي عدد الجمعيات محدودا حتى بعد صدور قانون 1959 حيث لم يتجاوز عددها الجملي 1976 جمعية إلى غاية سنة 1987.
ثم شهد النسيج الجمعياتي استفاقة بعد التحول، تجسد من خلال الأهمية القصوى التي أولاها إياها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بتبسيط إجراءات إنشائها و دعم أنشطتها في نطاق احترام استقلالية قرارها و صيانة دورها المدني، فانتعشت الحياة الجمعياتية و تنوعت و شملت ميادين عدة خاصة المتعلقة بالتنمية، فسجلت قفزة نوعية و عددية إذ بلغت قرابة 9000 جمعية إلى حد اليوم.
هذا ويكشف لنا المشهد الجمعياتي اليوم في ربوع تونس عن جملة من الظواهر الايجابية التي تبعث على الارتياح و الاعتزاز و تبشر بآفاق أرحب للعمل الجمعياتي، لعلٌ من أبرزها الحرص على إغناء هذا المشهد بالمزيد من الجمعيات في اختصاصات و مجالات جديدة مثل التنمية المستديمة، الثقافة الرقمية، تعليم الكبار، إسناد القروض الصغيرة و ربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي، و تفعيل الشراكة و التعاون بين الجمعيات خاصة ذات التصنيف الواحد. إلى غير هذا من الظواهر التي تدل على مدى عمق الوعي الجمعياتي لدى المواطنين خاصة الشباب و فئة النخبة، زيادة على ما يتمتعون به من حسٌ وطني و سلوك مدني و إقبال تطوعي على معاضدة جهود الدولة في التنمية الشاملة و خدمة المجموعة، وهي صفات تتجلى كأروع ما يكون في واقعنا المعاش و تنم عن صدق و عزم على النضال مع سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في تنفيذ برنامجه المستقبلي من أجل تونس و رفقتها و عزتها ومناعتها.
وهنا لا يفوتنا أن نذكر بحرص رئيس الدولة على توفير أفضل الظروف للفاعلين في المجتمع المدني حتى يقوموا بوظائفهم الطلائعية على أحسن الوجوه، وما الإجراءات التي اتخذت و المكاسب التي تحققت لفائدة الجمعيات ، إلا من أجل دفع العمل الجمعياتي و مزيد تفعيل دوره في المجتمع.
إن الجمعيات بفضل ما أوكل إليها من مهام جديدة مدعوة اليوم إلى مزيد المشاركة في الحوار الوطني حول مختلف القضايا و التحديات و الرهانات المطروحة و حول مكاسب تونس الغد التي نريدها جميعا قوية منيعة و مزدهرة.
كما أنها مدعوة بأن تعطي الإضافة المرجوة و أن تواكب ما تعرفه بلادنا من تحولات حداثة متسارعة وتساهم في نشر ثقافة التسامح و التضامن التي يعمل على ترسيخها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لإرساء دعائم النموذج المجتمعي الذي اخترناه لخدمة الأهداف الوطنية الشاملة التي هي مسؤولية الجميع.


« return.